Dream’s
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


Dream
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تابع بين الامـــــــــــس و اليوم2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 64
نقاط : 189
تاريخ التسجيل : 23/01/2012

تابع بين الامـــــــــــس و اليوم2 Empty
مُساهمةموضوع: تابع بين الامـــــــــــس و اليوم2   تابع بين الامـــــــــــس و اليوم2 Icon_minitimeالأربعاء يناير 25, 2012 7:00 pm

مقهى لا ميزون النجار


حيث يجلس كسّاب ومنصور




كسّاب أنهى اتصالا غاضبا.. كان يحاول أن يكتم صوته ولكنه يشك أن صوته ربما وصل حتى آخر زبون في المقهى..


وهاهو يقفز ليتناول هاتفه الآخر ومفاتيح سيارته عن الطاولة


ومنصور يقف معه وهو يهمس بحزم: وش قال لك إبيك؟؟



كسّاب بغضب ناري وعيناه تكادان تنقلبان غضبا: ولد أحمد قرّع (حيّر) جميلة.. وإبي رخّص له.. لا وبيخليه يكلمها بعد


وعلي طلع زعلان.. وإبي يقول لي دور له لأنه يتصل عليه وجواله مسكر



منصور بنبرة غامضة حازمة ومقصودة.. مقصودة جدا : روح دور لأخيك وطيب خاطره


وأنا بعد بأروح أدور أخي ..بيننا كلام






*************************






محل حواسيب ضخم وأنيق...محل تميم


الساعة العاشرة صباحا


صبيتان تتوقفان أمام المحل.. وإحداهما تحمل حقيبة حاسوب محمول..




- هذا هو المحل.. إذا حد بيصلح لج جهازج ويرجع الملفات الضايعة يكون هالولد.. عبقري كمبيوترات


- قطري؟؟؟ ويشتغل بنفسه في المحل؟؟ (بدهشة عميقة وهي تنظر من بعيد لتميم المستغرق في تفكيك جهاز أمامه)


- إيه قطري..


- بس ماقلتي لي مزيون جذيه.. نعنبو مصلح كمبيوترات وإلا بطل سينما


- اذكري الله.. وتراه مسكين ما يسمع كلش ولا يتكلم


- (انتقلت النبرة من النقيض للنقيض من الانبهار العميق إلى الشفقة العميقة) : ياحراااااااام.. مسكين والله



أحد العاملين في المحل ينتبه لدخول الفتاتين.. يهز كتف تميم برفق ليستقبلهما


لأن تميم حين يعمل يكون كل تركيزه في الجهاز بين يديه



رحب بالفتاتين بهزة من راسه.. ثم أعطاهما ورقة كُتب فيها


" ماهي مشكلة جهازك؟؟ حدد بشكل واضح ودقيق"



الفتاة كانت تكتب قليلا.. وتسترق النظر من قرب لوجه تميم الذي كان غاضا لبصره عنهما



حالما انتهت.. قرأ تميم الورقة على عجالة.. ثم كتب في أسفلها: الاستلام غدا..


همست الفتاة بدهشة: بكرة بكرة..


ثم تذكرت وهي تشير بيدها بطريقة فاشلة ومضحكة علامة للدلالة على غدا


ابتسم تميم وهو يهز رأسه



الأخرى شدتها وهي تلقي التحية.. ثم تهمس في أذنها: يالله فضحتينا.. خلينا نمشي



الأولى بدهشة: ليه وش سويت؟؟



الآخرى بغيظ: كلتي تميم بعيونج.. استحي يابنت..



الأولى بحالمية : واسمه تميم بعد.. حتى اسمه يجنن مثله


ولكنها عادت وأردفت بشفقة أعمق.. شفقة صافية.. وكأنها استكثرت عليه إعجابها به: والله حرام كل ذا الذكاء والوسامة وأصم أبكم


تدرين كل مهندسين الكبيوترات اللي جيتهم قالوا لي لازم فورمات جديدة وتروح كل ملفاتي..وعلى الأقل يومين لثلاث أيام من ضغط الشغل عليهم..


إلا هو.. ماشاء الله تبارك الله






******************************






مستشفى حمد


قبل صلاة الظهر بساعة


بقرب المصاعد.. استراحة الطابق الذي تقيم فيه جميلة




زايد قرر التوجه للمستشفى مع هذا التوتر الذي يعصف به


لا يعلم أين ذهب علي ويكاد يتناثر قلقا عليه وحزنا من أجله


يكاد يختنق وروحه تتمزق وهو يعلم أي جرح تسبب فيه لعلي


يجره غصبا عنه لبيت أحمد وهو يظن أنه يعرضه لإجراء شكلي سينتهي في دقائق


ليتحول الإجراء الشكلي لمأساة!!!


ثم بعد ذلك يخذله بهذه الطريقة الموجعة.. كان يستطيع رفض طلب خليفة.. وإتمام عقد القران كما أراد..


فأحمد كان يقف بصفه حتى اللحظة الأخيرة.. عدا أن جميلة مريضة جدا وعذره معه.. فهي ليست في وضع يسمح لها بهذا العبث


وخصوصا أن هذا الخليفة لا يعرفها حتى.. ورفضه لن يؤثر عليه.. بينما علي شيء آخر.. آخر


يمزقه كيف كسّره وكبح جماح عنفوانه الثائر وهو يكاد يطبق في عنق خليفة:



"تبي تكلمها يا الخسيس.. تبي تكلمها؟!!..


بأذبحك قبل ما تفكر تقرب من المكان اللي هي فيه


أشلون تجرأ على محارمنا يالخسيس؟!!"



لينتزعه والده بعيدا عنه وهو يصرخ بحزم: إذا هي محارمك.. فهي محارم خليفة أكثر منك..


أنا قلت له خلاص بيكلمها.. وإلا تبي تكسر كلمتي ياولد؟!!



لينظر حينها علي لوالده نظرة أشبه ما تكون بنظرة ميت غادر الحياة..


ثم تتشتعل عيناه بنظرة أخرى وينفجر بعدها في صخب مرعب: اشبع فيه .. بديته عليّ... خلاص أشبع فيه يبه.. عليك وعليه بالعافية..



وهاهو ما حدث قد حدث .. لم يستطع رد طلب (سمي) خليفة.. وهاهو في انتظار خليفة ابن أحمد ليقوم بحواره المجهول مع جميلة


لو كان هذا الطلب طُلب من زايد في ظروف عادية


أو ربما لو كان من طلبه ليس من طرف خليفة


لم يكن زايد مطلقا ليسمح أن يخدش أي شخص كان خصوصية صغيرته المريضة



فأي يوم عصيب هذا؟؟


كيف ساءت كل الأمور فجأة لتتجمع كل هذه المصائب فوق رأسه سويا؟!



وما كان ينقصه مع كل هذا الشد هو إصرار منصور على رؤيته..


وهاهو قادم الآن!!


منصور بالذات لا يريد أن يراه الآن..


فهو في غنى عن صرامة كلمات منصور التي يعرف كيف ينتقيها باحتراف موجع حين يريد..


وهاهو ما يخشاه :



" مبسوط يا زايد؟!!


أكيد مبسوط؟!!


متشقق من الوناسة؟!!


فرحان إنك بديت ولد ولد إخ خليفة على ولدك اليوم


مثل ما بديت خليفة على أخيك قبل عشرين سنة..!!!"






**************************






قبل 23 عاما



بيت زايد القديم


مقلط البيت




يدخل زايد للمقلط ليجد منصور جالسا فيه...يتغير وجه زايد وهو يلقي السلام عليه


بينما يقفز منصور ليقبل رأس أخيه الكبير باحترام بالغ..



يهمس زايد بحزم: وش مقعدك هنا؟؟



منصور بحرج عميق وهو يتلفت عن يمينه ويساره: فيه شيء يابو كسّاب؟؟


أبي أطلع للكلية


وما لقيت لي بدلة مكوية.. وأنت عارف وش يسوون فينا لو لقوا في اللبس كسرة وحدة


جبت بدلتي تكويها أم كسّاب لي.. وقاعد أنتظرها



زايد بحزم: من اليوم بأخلي عند صبي المجلس كواية هو في اللي بيكوي لك


ويحطها في ملحقك


لا تنسى البيت الحين فيه بنية تستحي منك



منصور باستنكار: أي بنية ؟؟ عفيرا؟؟؟


ماعاد إلا عفيرا البزر تستحي!!



زايد بذات الحزم: عفرا صارت مرة.. أنا الحين ما أدخل البيت إلا عقب ما أنبه عليهم كم مرة قبل أدخل



منصور بذات الاستنكار وبصوت خافت: عفيرا البزر!!!



حينها دخلت أم كسّاب ببرقعها وهي تلتف بجلالها الواسع وتحمل بدلة منصور العسكرية بيد وابنها كسّاب يمسك بيدها الآخرى


ما أن ناولت منصور لباسه العسكري حتى خرج مسرعا


بينما أم كسّاب ترجوه أن يجلس ليشرب القهوة مع أخيه


منصور يخرج كهارب مدحور وهو يهمس بحرج: مشروبة يام كسّاب.. مشروبة



وسمية بتساءل وهي تجلس بجوار زايد وتضع يدها فوق يده: وش فيه منصور؟؟



زايد بغضب حازم: منصور لا عاد يدخل داخل البيت أبد


وإذا أنا ما أنا بموجود أكله ولبسه يجيه في ملحقه



وسمية قفزت وهي تنفض يدها.. أشارت لكسّاب أن يتوجه للداخل.. ثم همست بغضب مكتوم: هذي أخرتها يا أبو كسّاب..


منصور من تزوجتك وأنا والله ما أشوفه إلا إخي الصغير


هذي أخرتها؟!!



زايد بابتسامة وهو يشد يدها ليجلسها جواره مرة أخرى: وين راح مخش يا بنت الحلال


أفا عليش يا الغالية.. أشك في روحي ولا أشك فيش


بس لا تنسين إن عفرا كبرت.. ومنصور صبي مزيون.. ومايصير نخلي النار جنب الكبريت


والاثنين مسئولين منا




"لم تكن مطلقا مطلقا مــطـــلـــقـــا في تفكيري


كان هو من وضعها في ذهني..


من يومها وجه تفكيري ناحيتها..


ربما لو لم يكلمني ذلك اليوم.. لربما بقيت دالهاً في حياتي دون أي انتباه لها


فما الذي سيجعل شاب في العشرين ينتبه لطفلة في الرابعة عشرة


كانت بالنسبة لي كمخلوق غير موجود إطلاقا


ولكن زايد بتحذيره ذاك جعل مشاعري كلها تتحفز ناحيتها


كأن يكون أمامك قطعة حلوى


ولكنك لا تريد حلوى ولا تشتهيها


لذا لا تنتبه حتى لوجود هذه الحلوى


ثم يأتيك من يقول لك: إياك أن تقترب من قطعة الحلوى هذه


حينها ما الذي سيحدث؟!!!


ستصبح هذه الحلوى هي بؤرة تفكيرك مهما حاولت ادعاء تجاهلها!!



كم قضيت ليالي طويلة مع الأرق أسترق النظر عبر النوافذ علني أرى خيالها


أقف مصلوبا خلف الستائر حتى تتصلب قدماي


وكأنه لا يكفيني تمارين العسكرية.. لتصبح هي تمريني الأقسى!!



كم رسمت أحلاما كانت هي أميرتها!!


وأمنيات بدأت بها وانتهت إليها!!


وابتسامات كانت تتأجج لمجرد ذكراها!!



بدأت أعيد تشكيل هيئتها في ذهني..


رسمت لها عشرات الصور.. وألبستها وجه كل أمرأة جميلة كنت أراها


استنزفت خيالي ومشاعري


لا أعلم هل أحببتها.. أم أحببت مجرد كونها رمزا لأحلامي؟!!


ولكنها يقينا كانت أمنية ثمينة سلبها زايد مني ليهبها لصديقه


فلماذا يُسكنها ذاكرتي ومشاعري وخلاياي إن كان من سيحرمني منها؟!!



وكما فعل معي.. فعل مع علي


كان من ترك جميلة أمامه.. ورفض إنفراد عفراء بسكن لوحدها


وحين سكنت تلك الصغيرة خيال علي


انتزعها ليهبها لرائحة خليفة


وكأن التعاسة مصيرنا كلنا الذي أهداه زايد لنا


كنت أنا أولا


ثم كسّاب


وهاهو علي ينال نصيبه


هل لأن زايد عاش محروما ممن أحب.. لابد أن يذيقنا جميعا من ذات الكأس؟!!"






*******************************






قبل عشرين عاما




" تكفى يا زايد.. أنا أبيها"



يسأله بحزم وصرامة : " تحبها؟!!"



منصور بصدمة وهو يكح بحرج " وش ذا الكلام يابو كسّاب.. عيب عليك


وش حب ؟؟ وش خرابيطه؟؟


صحيح عفرا مهيب بنت عمي.. بس من جماعتي


وأنا أحق بها من خليفة"



زايد بصرامة : " أنا عطيت خليفة كلمة خلاص"



منصور بصرامة مشابهة : " زين وأنا بأقرع عليه.. حقي.. وإلا بتمنعني من حقي؟!!"



زايد بصرامة أشد : " إقرع عليه عشان تصير لا أنت بأخي ولا أعرفك.. والله لأتبرأ منك.."




كانت صفعة لمنصور.. صــفــعــة!!


ليست القضية مجرد امرأة.. بل أبعد من ذلك بكثير


بين قرابة دم وقرابة روح!!


قبل ذلك لم يكن يشك في مكانته عند زايد الذي مثّل أبا له


لكن أن يهدد أن يتبرأ منه من أجل إرضاء خليفة.. كانت صفعة العمر كله!!!






اليوم





"ها زايد.. جاوبني


مبسوط باللي سويته في علي؟؟"



زايد بهم: منصور أنا ماني بناقصك



منصور بغضب مكتوم وهو يقرب مقعده من زايد ويهمس في أذنه:


يعني من جدك ماكنت تقدر تخلصنا من ذا المسرحية اللي مالها معنى؟!!



زايد بحزم وهو ينفض رأسه: رجّال وبغى يقرع بنت عمه.. أقول له لا ؟!!



منصور بحزم أشد: إيه قول له لا.. مثل ماقلت لأخيك..


يعني أنا ما خلتيني أقرع عفرا مع أني أنا الأحق بها واللي كنت أبيها


لكن ولد أخ خليفة اللي حتى ما يعرف جميلة تخليه يقرع على ولدك!!


أنت أشلون ميزان العدالة عندك مايل كذا؟؟!!


ما كفاك اللي سويته فيني.. جاي تعيد نفس السالفة في ولدك؟!!



زايد بغضب مهموم: منصور لا تسوي روحك ضحية.. لأنك أبعد واحد يليق عليه ذا الدور..


أنا عرضت عليك عفرا عقب موت خليفة وعقب كل طلاق من طلاقاتك بدل المرة عشرين..


أنت اللي على طول كنت تقول: طابت النفس منها



منصور بسخرية: لا ياولد أمي.. أنت ما عرضت علي عفرا.. أنت عرضت علي أرملة صديقك..


وخلنا من ذا السالفة المغبرة.. وخلنا في المهم.. علي..


قلنا خليفة كان صديقك وأدري إنك كنت تحبه أكثر مني... بس ولد ولد أخيه.......



زايد يقاطعه مستنكرا: اتق الله يا منصور.. أنا مستحيل أحب أي حد أكثر منك



منصور بصرامة: الحب مهوب كلام يا ولد أمي.. الحب فعل.. وأنت أثبتت إن حبك لخليفة أكثر حتى من حبك لعيالك


يعني تبدي واحد حتى ما تعرفه على ولدك اللي هو أغلى عيالك عندك


عشان ذا الواحد من ريحة خليفة


حرام عليك يا زايد علي.. حرام عليك ذا الولد واللي سويته فيك


علي بالذات ما يستاهل حد يجرحه


عمره ما طلب شيء.. عمره ما ضايق حد


يكون هذا جزاه عندك..



زايد مهموم .. مهموم.. مــهــمــوم :


يا ابن الحلال مابعد صار شيء.. ويمكن جميلة أساسا ماترضى تكلمه



منصور يسند ظهره لظهر الكرسي ويهمس بغموض:


(سبق السيف العذل) يازايد.. (سبق السيف العذل)






**************************






مزون تنزل الدرج بهدوء وهي ترتدي عباءتها وتمسك نقابها بيدها..


فالسائق وخادمة البيت العجوز ينتظرانها في الخارج لتذهب في المستشفى لجميلة


فوجئت بكسّاب يدخل كسهم ناري..وهيئته لا تبشر مطلقا بخير


كان يسحب غترته خلفه.. وجيبه مفتوح من الأعلى كاشفا عن بروز عروق عنقه النافرة غضبا وغيظا



ابتلعت ريقها برعب.. تمنت ألا ينتبه لوجودها.. ألا يكلمها..


فمن يستطيع مناطحة غضب كسّاب الذي يبدو أنه في أوجه وخصوصا أنها لوحدها؟!


حتى في فترة غضبه منها قبل أربع سنوت حين قررت أن تدخل للطيرن..


كانت حينما لا يكون والدها موجودا في البيت تهرب إلى بيت خالتها..


كانت مرعوبة أن يجدها لوحدها في البيت.. فمن سينقذها من يده؟!!


وبقيت على هذا الحال لمدة أسبوع حتى ذهبت غضبته التي كان يهدد أن يقتلها خلالها لتبدأ بعدها غضبته الأبشع التي قتلها بالفعل فيها!!




وبالفعل بدأ انه لم ينتبه لوجودها لأنه تجاوزها ركضا للأعلى.. حمدت ربها وشكرته بعمق وهي تقرر الإسراع بالهرب



ولكنها ما أن وصلت للباب حتى جمدت الدماء في عروقها وهي تسمع صراخه المرعب:


مـــزون..



التفتت ببطء وهي تشعر أنها سيغمى عليها من الرعب وهمست بارتجاف: لبيه



كان قد وصلها في حينه وصرخ فيها: شفتي علي؟؟



مزون ابتلعت ريقها: لا والله ماشفته من يوم طلع الصبح مع إبي



كسّاب بغضب مر: أبيش هذا مهوب مرتاح لين يجلطنا كلنا.. وعقبه بيرتاح



مزون بتردد: ليه إبي وش سوى؟؟



كساب يقول بسخرية مشتعلة بالغضب: ليه أبيش باقي شيء ما سواه؟!!


إذا رحتي له في المستشفى.. بتعرفين..


والحين وخري من طريقي لا بارك الله فيش






****************************






"يبه.. قوم فديتك.. ماباقي على صلاة الظهر شيء.. قوم أوديك توضأ"


صوت خافت حنون



"وين كاسرة؟؟ اليوم مهوب السبت ؟؟"


همس وهو يفتح عينيه المتكاسلتين بنظرهما الضعيف



ابتسمت مزنة وهي تسنده ليجلس : بلى فديتك


بس كاسرة لاهية شوي



الجد بعتب: لاهية عني؟؟



مزنة صمتت للحظة.. ماذا تقول له؟؟ هل تقول أن كاسرة ووضحى كلتاهما معتصمتان في غرفتيهما بعد صفعات مُهاب لهما


آخر شيء تريده أن تشغل والدها بأي شيء قد يثير همومه أو غضبه


لا تنكر مزنة تزاحم الغضب في ذاتها.. ولكن مُهاب خرج قبل أن تتحادث معه



والآن لابد أن تأجل الحديث والغضب حتى يعود.. فهي لا تريد شيئا يشغل والدها أو يضايقه.. فهي من بعد أمراض والدها وتقدمه في السن.. أصبحت تتنازل عن الكثير من أجله وأكثر ما يهمها راحته..



لذا كانت على وشك اختراع أي شيء لتقوله لوالدها لولا الصوت العذب/الحاد الذي قاطعهما:


"كاسرة عمرها ما يلهيها شيء عنك"



قالتها وهي تمد يدها لتسند جدها: خليه يمه أنا بأوديه الحمام



مزنة تأخرت للخلف لتفسح لكاسرة.. بينما همس الجد بحنو: وينش يأبيش اليوم ماشفتش..



كاسرة مدت يدها تتحسس مكان صفعة مهاب الواضحة على نعومة خدها الزبدي ..


بينما مدت يدها الآخرى لجدها وهي تهمس بنبرة اعتيادية: انشغلت شوي بس فديتك


بس والله ما شغلني عنك إلا شيء كايد



ثم أردفت وهي تنظر لوالدتها نظرة ذات مغزى: وعزة اللي خلاك أغلى خلقه عندي ياذا الشيء الكايد ما يعدي بالساهل



مزنة تهمس بخفوت حازم: امهاب أنا باتصرف معه... وأنتي اقصري الشر يا بنت ناصر..



كاسرة تهمس بخفوت وحزم أكثر شدة: ماني بقاصرته يا بنت جابر







**************************






"لماذا يا عبدالرحمن؟؟


لــمــاذا؟؟


بل لماذا يامهاب؟؟


من ألوم؟؟ من ألوم؟؟



ربما يجب أن ألوم نفسي


نــفـــســـي فقط!!


بما أنني كنت طوال عمري بدون رأي.. فلماذا توقعت أنهم سيهتمون برأيي الآن؟؟


أنا من صنعت لنفسي هذه الصورة السلبية


مخلوقة ضعيفة هزيلة هلامية ليس لها رأي أو وجود



يا لا العجب!!


أ ليس من المفترض أن أطير فرحا أن رجلا كعبدالرحمن بكل مزاياه ينظر لي أنا بعد كاسرة


فلماذا لا أشعر بالفرح؟!!


ولا حتى ببعض النشوة؟!!


ماهذا الضيق الذي يكتم على روحي المثقلة بإحساس مرارة مغموس بالمهانة والحزن؟؟!!


هل لأن عبدالرحمن خطبني؟!!


أم لأن مهاب ضربني؟!!



لماذا يا مهاب؟؟ لماذا؟؟


كنت أنت أبي أكثر من أبي..


كنت دائما الظهر الذي لا أخشى شيئا وهو يسندني.. والحضن الذي جعلني لا أعرف الخوف يوما


لماذا تخدش كل هذا؟؟ لماذا؟؟"



تمدد جسدها الذي تشبعت خلاياه ألما.. وهي تسند رأسها لمخدتها التي تبللت من دموعها


تريد أن تشبع من البكاء... أن تُشبع روحها المجروحة من البكاء قبل أن تعود لها كاسرة


تعلم أن كاسرة ستعود.. وستنهرها ألا تبكي.. كما كانت تفعل طوال عمرها..



" لا تبكين..


لا تبكين..


يا ويلش لو شفتش مرة ثانية تبكين


اللي تقول لش كلمة قولي لها عشر


واللي يعطيش كف عطيه عشرين


بس ياويلش تبكين من أحد.. أو تخلين حد يشوفش تبكين


خلش قوية ما يهزش شيء"




"كيف من ستقول لي كلمة سأقول لها عشر


وأنتي أختي وأقرب الناس لي كما يفترض


لا تسمحين لي حتى أن ارد عليك بنصف كلمة


أي إزدواجية أردتِ ياكاسرة أن أعيشها؟!!


ضعيفة معكِ وقوية مع الكل!!!"






************************






" عفرا.. ياعفرا.. يأم جميلة"


صوته الحازم العميق يتعالى وهو واقف عند الباب من الخارج



عفراء تضفي عباءتها على كفيها وتنزل طرف شيلتها على فتحتي نقابها


وتهمس باحترام وهي تخرج وتشد الستائر حول ابنتها: لبيه يأبو كسّاب.. جاية طال عمرك



تقف قريبا من الباب من الداخل وتهمس باحترام متزايد: هلا والله.. أشلونك طال عمرك في الطاعة؟؟



زايد يوليها جنبه دون أن ينظر لها بشكل مباشر : طيب طال حالش


ثم أردف بحزم: عفرا.. ترا خليفة ولد أحمد ولد أخ خليفة الله يرحمه بيجي عقب الصلاة يكلم جميلة.. بأخليه يكلمها من ورا الستارة.. بس عطيها خبر



عفراء باستغراب مستنكر: وليش ولد أحمد يكلم بنتي.. وش يبي فيها؟؟



زايد تنهد ثم ألقى قنبلته بطريقته الحازمة المعتادة في الكلام: خليفة قرع على علي


وأنا قلت له بأخلي جميلة تخير بينهم


فهو قال جميلة ما تعرفني.. خلني أكلمها أول.. وأنا رخصت له..



عفراء شعرت أنها عاجزة عن الوقوف وقدميها تميدان.. استندت على الباب القريب وهي تهمس بعتب عميق: ليش كذا يابو كسّاب؟!!


عمري ما كسرت لك كلمة


بس بنتي تعبانة.. ومهيب حمل ذا السوالف


ليش تعرضها لذا الموقف ؟!!



زايد ذاته يشعر بالذنب.. ولكنه لم يستطع رد طلب سمي خليفة..لم يستطع!!



همس بحنين كأنه يكلم نفسه: اسمه خليفة ياعفرا.. هذا سمي الغالي.. ماقدرت أرده..



عفراء بعتب حزين: وبنتي وش ذنبها يازايد؟؟ أقول لها اليوم الصبح ملكتش على علي..


وعقبه أقول لها الحين كلمي خليفة اللي ماتعرفينه عشان يمكن تأخذينه


وش ذا الكلام يابو كسّاب..؟!!



زيد بحزم خفف حدته بطريقة مقصودة: يأم جميلة.. كلها عشر دقايق تكلمه وتشوف وش يبي..


والولد أنا أعرفه وسألت عنه بعد عقب ماطلعت من بيتهم.. الكل يمدح فيه



عفراء بحزن عميق: إن شاء الله يكون أحسن واحد في العالم.. أنا أبي ولد أختي لبنتي..


لكن ما أقول إلا ما أقدر أكسر لك كلمة يأبو كسّاب...






*****************************




روايات العطى | www.3ta1.com

وضحى تصلي الظهر..


سمعت طرقات على بابها ثم صوت الباب يُفتح


ما أن أنهت الصلاة حتى ألتفتت لترى من الطارق الذي يبدو أنه دخل لداخل الغرفة



شعرت بعبراتها تقفز لحلقها وتتجمع وهي ترى القامة الطويلة التي تجلس على طرف سريرها


لم تستطع معاودة النظر له وهي تجلس على سجادتها وتنظر لكفيها المتشابكين في حضنها


ولكنه وقف ليتوجه ناحيتها ويرفعها من عضديها ليديرها ناحيته


لم تستطع رفع عينيها له ولكنه وضع كفه على خدها الأحمر وهمس بحنان عميق:


تنقص يدي اللي انمدت عليش



حينها انتفضت وضحى بعنف وهي تتناول كفه وتغمرها بقبلاتها الجازعة: بسم الله عليك.. بسم الله عليك.. عدوينك واللي يكرهونك



احتضنها مُهاب بحنو لتخرط هي بكاء حاد وهي تتعلق بجيبه وهو يهمس لها بذات الحنان: آسف والله العظيم آسف.. سامحيني يالغالية


أدري قلبش الطيب ما يقوى يشيل


ثم أردف بمرح: مهوب مثل أختش الحقودة أم رأس يابس ولسان طويل..



وضحى بصوتها المبحوح بين شهقاتها: ماعاش من يشل عليك..



مهاب يشدها ويجلس هو وإياها


هاهو يغير الاستراتيجية لتحقيق الانتصار


غريب هو الإنسان كيف يستغل كل أسلحته للوصول لما يريد.. حتى مع من يحب


وربما مع من يحب أكثر من غيرهم!! :



اسمعيني يالغالية.. أنا عارف إني تعاملت مع المسألة بطريقة غلط


فخلينا نتفاهم من جديد


وحطي في بالش إني ماني بغاصبش على شيء.. بس خليني أعرض وجهة نظري


وأنتي عقب فكري عدل لو حتى تبين تفكرين أسبوع أسبوعين.. ثم عطيني قرارش


الحين خلينا من كاسرة وإنها رفضت عبدالرحمن


عبدالرحمن نفسه كرجّال وش تقولين عنه؟؟



صمتت وضحى بحرج وضيق.. لكن مهاب استحثها للحديث


وضحى أجابت بذات الحرج والضيق: رجّال والنعم فيه



مهاب بنبرة انتصار: ها .. رجّال والنعم فيه


وأنا أزيد وأقول لش رجّال مافيه مثله اثنين


لو تلفين العالم كله مالقيتي مثله.. صحيح هو خطب كاسرة أكثر من مرة


بس صدقيني كان يخطبها لأنه يبي يناسبني


مهوب لأنه يبي كاسرة بالتحديد...


وبعدين لو كاسرة صارت غبية وما تعرف مصلحتها.. بتسوين نفسها؟!!


ماعليش منها.. أنتي منتي بمربوطة فيها..


وخير ياطير إنه عبدالرحمن خطبها أول


ثم تزوجش أنتي


وين المشكلة؟؟


وين العقدة في الموضوع؟؟






*******************************






مستشفى حمد


بعد صلاة الظهر


موعد اللقاء المنتظر



ها هو خليفة على وشك الوصول.. لا أحد يعلم ماذا سيقول


أو ماهو مخططه من كل هذا


ومنذ غادر زايد عفراء بعد أن ألقى لها بالخبر.. وهي عاجزة عن التنفس.. عاجزة عن التفكير



" أي مصيبة جلبتها لي بازايد؟!!


أي مصيبة؟!!


هذا ما كان ينقصني تماما لتكتمل المأساة


ألا يكفيني مرض صغيرتي


لياتيني بخاطب جديد لها؟!!


كيف أخبرها الآن؟؟ وبأي طريقة أخبرها؟!!"



"يمه شتهوجسين فيه؟؟" صوتها الضعيف المبحوح



عفراء تنتفض بخفة ثم تهمس في أذن ابنتها المتهالكة تعبا: جميلة يمه بيجي ولد عمش خليفة يكلمش



جميلة بالكاد رفعت حاجبا علامة الاستغراب.. ثم همست بصوت مبحوح تماما:


وش يبي يمه؟؟ وأشلون يكلمني؟؟ وليه يكلمني؟؟



عفراء لم تستطع إيجاد إجابة مناسبة.. لذا همست بأكبر قدر من الطبيعية استطاعت أن تصطنعه:


إذا جاء درينا.. كل حي ملحوق



جميلة بتساؤل مرهق: وش قلتي اسمه يمه؟؟



عفراء بنبرة طبيعية: خليفة يأمش



سرح خيال جميلة نحو البعيد.. وهي تهمس بألم عميق مثقل بالحنين: خليفة على اسم إبي يمه



كانت عفراء على وشك الرد عليها لولا أنها سمعت صوت زايد ينادي بعلو: يأم جميلة.. خليفة جا



بدأت دقات قلب عفراء تتعالى برعب..


بينما جميلة كانت سارحة في خيالاتها حتى سمعت الصوت الرجولي الغريب الذي جاءها من خلف الستارة:



مساج الله بالخير يابنت العم!!





#أنفاس_قطر#

....................


بين الأمس واليوم/ الجزء السادس






"يمه شتهوجسين فيه؟؟" صوت جميلة الضعيف المبحوح




عفراء تنتفض بخفة ثم تهمس في أذن ابنتها المتهالكة تعبا: جميلة يمه بيجي ولد عمش خليفة يكلمش



جميلة بالكاد رفعت حاجبا علامة الاستغراب.. ثم همست بصوت مبحوح تماما:


وش يبي يمه؟؟ وأشلون يكلمني؟؟ وليه يكلمني؟؟



عفراء لم تستطع إيجاد إجابة مناسبة.. لذا همست بأكبر قدر من الطبيعية استطاعت أن تصطنعه:


إذا جاء درينا.. كل حي ملحوق



جميلة بتساؤل مرهق: وش قلتي اسمه يمه؟؟



عفراء بنبرة طبيعية: خليفة يأمش



سرح خيال جميلة نحو البعيد.. وهي تهمس بألم عميق مثقل بالحنين: خليفة على اسم إبي يمه



كانت عفراء على وشك الرد عليها لولا أنها سمعت صوت زايد ينادي بعلو: يأم جميلة.. خليفة جا



بدأت دقات قلب عفراء تتعالى برعب..


بينما جميلة كانت سارحة في خيالاتها حتى سمعت الصوت الرجولي الغريب الذي جاءها من خلف الستارة:



مساج الله بالخير يابنت العم!!




تمنى زايد في أعماقه وبكل العنف ألا تجيبه.. وترفض الرد عليه


فصورة علي يخرج منسحبا ثائرا مكسور النفس.. تعذب خيال زايد المثقل بالإحساس بالذنب والضيق


ولكن أمنياته ذهبت أدراج الرياح وهو يسمع الصوت الخجول الضعيف الذي بالكاد يُسمع:


هــلا




جميلة ذاتها استغربت كيف ردت عليه


شاب غريب لا تعرفه


والموقف كله غريب


ولكن نبرته الواثقة.. صوته الدافئ الحنون جعلها تشعر برغبة عميقة في البكاء


وذكرى عظيمة صنعها لها زايد تقفز لخيالها




لطالما أجلسها زايد في حضنه ليحكي لها عن والدها بحماس وانبهار


رسم لها صورة خيالية لرجل فريد من نوعه.. أشبه ما يكون بأسطورة


ترعرعت وهي تؤمن أن والدها هو هكذا..


أسطورة لا تتكرر


وهاهو بعض رائحة الأسطورة وحامل اسمه يأتيها اليوم.. بل حامل الجينات نفسها


جينات خليفة.. والدها.. أسطورتها


أفلا ترد عليه على الأقل؟!!




خليفة بذات نبرته الواثقة: مساج الله بالخير خالتي أم جميلة



عفراء حاولت أن ترد بطبيعية رغم إحساس الضيق الذي يخنقها:


هلا خليفة


أشلونك؟؟ واشلون إبيك وإخوانك؟؟



خليفة بهدوء حازم: طيبين ياخالة


ثم أردف بذات الهدوء الحازم: جميلة سمعيني عدل


أدري إنج تعبانة وايد وبتسافرين للعلاج


عمي أبو كسّاب وعياله ما قصروا طول هالسنين


وترا اهم الداخلين وأنا الطالع


بس ما تظنين يا بنت عمي إنه الطيور تحن لأعشاشها


أنا أبيج يا بنت عمي


ما بقى لنا من ريحة عمي خليفة إلا أنتي


تبين أنتي بعد تروحين عنا ؟!!


ما تبين ذكر عمي خليفة يقعد في هله وجماعته؟!!




"عرف هذا الخليفة من أين تؤكل الكتف.. عرف من أين يأتي لها


وأنا السبب.. دائما أنا السبب"


هذا ما كان يدور في بال زايد المصعوق الموجوع


خليفة... دائما كان المفتاح خليفة!!


ولكن من أين أتى هذا الشاب بهذا المفتاح؟!!



"وهل كان لديه غيره يازايد؟؟


أنت من أعطيته المفتاح


فإلى أين سيقوده المفتاح؟!!


وأي أبواب مغلقة سيفتحها به؟!!


جميلة يا بنيتي لا تخذلي علي كما خذلته


أنتي لم تعرفي خليفة كما عرفته


خليفة هو مجرد ذكرى لكِ.. ولكنه لي كان حياة وروح


لا تخذلي علي


لا تخذليه


إلا علي ياجميلة


إلا علي !! "




خليفة كان يتكلم.. ووجه جميلة الشاحب يزداد شحوبا.. بينما كان وجه عفراء قد امتقع تماما:


يا بنت عمي.. وربي اللي خلقني


إني أحطج في عيوني الثنتين


لا تحاتين شيء وأنتي معي


أنا أبوج اللي ما عرفتيه


وأخوج اللي ما يابته أمج..



كان يتكلم بثقة حنونة مختلفة مشتعلة بدفء غريب.. بعثت الرعشة في أوصال جميلة اليابسة..


هل هذا القلب يرتجف ودقاته تتعالى؟!!



"شتقولين يا بنت عمي؟؟


موافقة علي؟؟"



كان زايد على وشك التكلم.. لولا الكلمة الحادة السريعة المفاجئة التي صعقته حتى نخاع النخاع:



"مــوافــقـــة"



عفراء تهاوت على المقعد منهارة بينما سارع زايد ليهمس بحزم يخفي خلفه جزعا بات يخنقه:


يا بنتي ترا الخيار في يدش


وترا الشباب كلهم متقدمين لش


تبين علي وإلا خليفة؟؟



الصوت المبحوح نفسه يهمس: " أبي خليفة"



ليسود وجه زايد وتتسع إبتسامة الانتصار على وجه خليفة


الذي ما خطر بباله إطلاقا أن جميلة قد توافق عليه


كل ما أرده من هذه الحركة أن يُصعب الموقف قليلا على زايد وابنه


يفعل كما يفعلون حينما يحلو لهم التحكم في المصائر


وحتى لا يبدو غير جاد وهو يقف في وجه ابن زايد في موقف مصيري


كان لابد أن يتقن دوره.. ويتحدث كما يتوجب عليه في مثل هذا الموقف


ولكن لم يتوقع حتى لثانية واحدة أنها قد توافق عليه وهي لا تعرفه


مهما كان كلامه مؤثرا وصوته حنونا..


توافق!!


تـــوافـــق؟؟؟!!



"ماذا؟؟


هل وافقت عليّ أنا فعلا؟!!"




حينها ذهبت السكرة.. وحلت الفكرة!!






*********************






قبل سنتين




بيت عفراء





صوت كسّاب الغاضب يتعالى : أنا أبي أعرف بنتش هذي وش طينتها؟؟ ما تستحي على وجهها؟!!



عفراء بجزع: بنتي؟؟ ليه وش هي مسوية؟؟



كسّاب بذات نبرة الغضب المخيفة: فشلتني.. فشلتني.. خلتني في نص هدومي



تغيرت نبرة عفراء من الجزع للرعب وهي تمسك بجيب كسّاب: بنتي وش سوت؟؟



كسّاب بذات الغضب: الشيخة أمس متغدية في كوفي هي وصديقاتها ثنتين


متغدين بـ2500 ريال


نعنبو بنتش البطة ذي كلت المحل كله...


تدرين خالتي.. الفلوس والله العظيم ماهمتني وأنتي عارفة ذا الشيء زين..


والله ثم والله لو أنها شارية لها طقم ألماس بـ200 ألف ومرسلين لي فاتورته كان أهون علي من الإحراج اللي صار لي



كانت عفراء تريد أن تقاطعه لتتكلم ولكنه لم يسمح لها وكلماته تتدافع كسيل غاضب كاسح:


تخيلي راعي المحل يتصل لي ويقول لي ترا حساب غدا بنت خالتك وصديقاتها هدية من المحل


أقول له هي عازمة قروب صديقات.. يقول لي: لا بس ثنتين


ول عليها وش ذا الكرش اللي عندها؟؟ وأكيد صديقاتها مثلها


يعني يوم الشيخة مسوية روحها شيخة وعازمة البطات وما معها فلوس


كان كلمتني وجيت ودفعت.. مهوب تقول لراعي المحل إنها بنت خالتي كنها طرطارة تبيه يتصدق عليهم بثمن غداهم


ثم أنفجر بغضب أكبر وكأن بداخله مستويات من الغضب لا تنتهي:


وبعدين تعالي.. أنتي أشلون مخليتها تطلع مجمع وأنتي منتي بمعها.. أشلون؟؟


جزاها اللي بيحبسها سنة مايخليها تطلع مكان



كان مازال سيتكلم لولا أنه فوجئ بدوي هائل لشيء قُذف من الأعلى ليتحطم على مقربة منهم


كانت سلة ضخمة من الشوكولاته


ثم تلاها خمس ورقات كل ورقة من فئة الـ500 ريال


رفع رأسه ليرى جميلة تغطي وجهها بجلالها وتقف على حاجز الطابق العلوي المطل على الصالة السفلية وهي تصرخ: هاك أغراضك ياحيوان


الله الغني عنك.. لولا خوفي من زعل عمي زايد


وإلا والله ماعاد نقعد عندكم دقيقة


ترا أبي يوم مات.. خلا لنا خير ربي.. ماخلانا في حاجة لكلاب الشوارع اللي تعوي مثلك



كان كسّاب الذي أحمر وجهه غضبا ناريا على وشك الاندفاع للأعلى ليسحبها سحبا على الدرج


لولا أنها هربت لتغلق على نفسها باب غرفتها في الوقت الذي تمسكت به عفراء وهي ترجوه بحرارة: تكفى يأمك.. عشان خاطري أنا


لا تزعل منها.. هذي بزر.. وأنت قهرتها بزود



كسّاب كانت خلاياه كلها تنتفض غضبا: هديني يا خالتي..


يعني عاجبش سواتها.. مع شينها قوات عينها بعد



عفراء مازالت تتمسك به بكل قوتها.. لأنها تعلم أنها ما أن تفلته قد يركض لابنتها ليكسر بابها عليها.. فكسّاب حين يحتد غضبه لا يفكر مطلقا


همست عفراء برجاء أشد حرارة: خلني أنا أشرح لك


يأمك ترا الثنتين اللي مع جميلة أنا وأختك مزون



حينها تصلب جسد كسّاب بعنف وخالته تكمل حديثها: وترا غدانا كله كان بـ250 يمه..


بس أنا اشتريت لك من نفس الكوفي سلة الشوكلاته ذي


قصدي اللي بقي منها..


واشتريت سلة فخمة عشان تحطها في مكتبك الجديد لضيوفك اللي بيجون يباركون لك


عطيت بطاقتي لجميلة عشان تدفع وأنا ومزون رحنا للحمام


هي نست رقم البطاقة.. وانحرجت.. وهي تتكلم مع البنت اللي على الكاشير جاء صاحب المحل..


ارتبكت أكثر وصارت تقلب في شنطتها تدور فلوس


فطاحت من شنطتها بطاقتك اللي فيها كل أرقامك اللي أنت معطينا إياها..


فصاحب المحل شاف الاسم وسأل: وش يقرب لك كسّاب آل كسّاب؟؟


فهي قالت ولد خالتي.. فحلف ما تدفع شيء..


فانا جيت وأصريت أدفع وما رضى..


والمشكلة إني قبل ما نروح الحمام ناديت السواقة عشان تأخذ السلة توديها السيارة


أو كان رجعناها..


وللعلم إحنا كنا مجهزين الفلوس في ظرف بنخلي السواقة توديها الحين.. بس أنت جيت الله يهداك هداد علينا






بعد ذلك بقليل




عفراء تصعد لابنتها.. تطرق الباب الموصد عليها


همسها الخائف الباكي: من؟؟



عفراء بحنان: أنا يا جميلة.. كسّاب راح خلاص



فتحت الباب وهي تشهق: بيذبحني يمه.. بيذبحني..



عفراء تمسح شعرها بحنان: ترا كسّاب يعتذر منش ياقلبي.. ويقول العصر بيجيب لش هدية ماجا لبنت في الدوحة مثلها رضاوة لش



حينها ارتفعت شهقاتها: ماأبي منه شيء ما أبي شيء.. قولي له لا يجيب شيء


عقب اللي هو سواه كله يبي يجيب لي هدية..


ما أبي منه شيء.. ما أبي منه شيء..



عفراء تحتضنها بحنو: خلاص يأمش.. خلاص.. لا تزعلين



جميلة تبكي: إلا بأزعل وبأزعل..


والله العظيم لو إنها مزون اللي صاير معها نفس الموقف.. حتى لو كان زعلان عليها وما يكلمها


إنه ما يسوي لها ذا السالفة كلها..


إيه بنت بطن و بنت ظهر



عفراء تهدهدها بحنان مصفى: يامش ياجميلة.. عيب ذا الكلام..


كساب شايفش أخته الصغيرة وهذا من خوفه عليش



جميلة ترفع رأسها وتهمس بغضب بصوتها المبحوح: لا والله خايف علي؟!!


قصدش خايف على برستيجه قدام الناس..


وإلا أنا بالطقاق..



عفراء صمتت وهي تحتضنها وتمسح على شعرها..


لأنها تعلم أنها إن بقيت تحاورها وهي في حالة الغضب هذه فهي لن تقتنع مطلقا مع عناد المراهقين المتزايد لديها


وخصوصا مع تحسسها الغريب والمضاعف من وجودهم في بيت زوج خالتها..


فهي مع اضطرارها أن تغطي وجهها عن زايد الذي كانت تشعر به كأب فعلي لها..
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://dream.7olm.org
 
تابع بين الامـــــــــــس و اليوم2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع لاجــــــــــــــــــل الوعـــــــــــــــــد
» تابع بين الامـــــــــــس و اليوم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Dream’s :: الروايات :: الروايات-
انتقل الى: